تعود الذكرى 47 لرحيل صانع مجد الجزائر وعصرها الذهبي الذي عرفت فيه أبهى سنواتها في عهده،إنه هواري بومدين ذلك الزعيم الوطني والكاريزما الثورية،الذي كان له موعدا مع التاريخ حيث أتى في وقت كانت الجزائر في أمس الحاجة إليه،واليوم وبعد كل ما قدمه للوطن من جهود جبارة تمثلت في بعث الدولة من العدم وانجازات ومرافق عمومية ومؤسسات ضخمة وإدارة عصرية وجامعات،مازال كل ذلك شاهدا على عظمة الرجل وبعد تفكيره وإستراتيجيته في إعادة بناء الدولة الجزائرية التي خربها الاستدمار الفرنسي وأعادها إلى حدود ما قبل التاريخ،تجد من الرعاع من يسيء إليه ويتهمه بما ليس فيه،ولكن لن يضر السحاب النباح ..؟
لكن الزعيم الراحل كان في مستوى الحدث فكانت الجزائر تحت قيادته،مثالا يضرب به للعرب والأفارقة ودول العالم السائر في طريق النمو،ليس فقط في المجال السياسي وإنما في كل المجالات،ولولا أن الموت عاجله لكان للجزائر شأن آخر..!
رغم كل ما قدمه الزعيم الراحل وناضل من أجله يأتي أناس لا يمكن أن يقارنوا به يتطاولون عليه وينعتونه بأبشع الصفات،سواء عن طريق ما يسمى بالمذكرات أو وسائل التواصل الاجتماعي أوالمقابلاتالتلفزيونية،حيث وجدها البعض فرصة ليلفق ما شاء له مستغلين الفرصة المتاح لهم،ليقدحوا في الرجل وهو الذي أفضى إلى خالقه دون أو يورث أهله دينارا ولا درهما..؟
لقد ورث بومدين للشعب الجزائري الأنفة وحب الوطن والتضحية والزهد في المال العام،وهي الأشياء التي يفتقدها الكثير من الحكام والأوطان التي نراها اليوم تعاني أزمات قد أدت إلى تفكيك مجتمعاتها،نتيجة ضعف الروابط الاجتماعية وقلة الوعي الوطني ..!
بومدين رجل دولة بامتياز وموهبة سياسية فذة وزعيم لا يشق له غبار،وهو فوق كل هؤلاء الذين كما يقال المثل الشائع”يأكلون من خبز معاوية ويصلون خلف علي”لا يهمهم من الأمر إلا ما يعود عليهم من نفع شخصي،فكان مآلهم أن أضاعوا فضاعت من ورائهم مصائر أبناء جلدتهم..؟ !
التعليقات مغلقة.