ضمن مشاريع حاضنة الأعمال بالمركز الجامعي آفلو
شهد المركز الجامعي آفلو، أول أمس،حدثًا علميًّا بارزًا تمثّل في مناقشة مشروع مبتكر بعنوان ” تصميم آلة لرسكلة البلاستيك” ضمن مشاريع حاضنة الأعمال بالمركز الجامعي آفلو، والذي يأتي في إطار تطبيق القرار الوزاري 1275 / 008 ، والمتعلق بإنشاء مؤسّسات اقتصاديَّة. وقد قدّم المشروع الطالبان : “الطيب بغدادي” و”مرسلي فايزة” من معهد الآداب واللغات ، تحت إشراف الدكتور: محمّد الحبيب منّادي . وبحضور لجنة من الأساتذة تكوّنت من :
د . رابح بوصبع – رئيسًا.
د . منادي محمد الحبيب – مشرفًا.
د . دادة صلاح – مناقشًا.
د . محمد دداش – مناقشًا.
د . العافر بهية – مديرة الحاضنة.
د . طراري رشيد – الشريك الاقتصادي والاجتماعي.
وقد حضر الجلسة جمعٌ معتبر من الأساتذة والطلبة وروّاد الابتكار، حيث عبّر الحضور عن اهتمام كبير بالمشروع لما يحمله من بُعد بيئي واقتصادي مستدام، وقد جاء المشروع استجابةً لواحدة من أكبر التحديات البيئية في الجزائر، وهي الارتفاع الكبير في النفايات البلاستيكية، التي تتجاوز 13 % من إجمالي النفايات الوطنية، في حين لا تتعدّى نسبة الرسكلة 10 % وتُظهر الإحصائيات الرسمية للوكالة الوطنية للنفايات أنَّ الجزائر تُنتج ما يقارب 36 مليون طن من النفايات سنويًا،ممَّا يجعل هذا الابتكار خطوة ضروريَّة وفاعلة للتَّقليل من التَّلوّث البيئي.
يقترح المشروع تصميم آلة ذكية متعددة المراحل، تُنفّذ عمليات : الجمع، الفرز، التمزيق، والضغط، ضمن منظومة واحدة، وهو ما يرفع فعالية الرسكلة بأكثر من 50 % مقارنة بالطرق التقليدية. تتميَّز الآلة باستخدام حساسات بصرية للفرز، ونظام تتبع رقمي يسمح بدمج المواطن في عملية الرسكلة عبر تطبيق هاتفي يمنحه نقاطًا تحفيزية قابلة للاستبدال ضمن منظومة اقتصادية واجتماعية.
وقد أشار الطالبان إلى أنَّ بلادنا تستورد ما بين 2 و3.5 مليار دولار سنويًا من المواد البلاستيكية الخام، ما يعادل 95 % من حاجياتها، مؤكدين أن تعميم هذه الآلة يمكن أن يقلّص هذا المبلغ بنسبة تصل إلى 30 % في المدى المتوسّط، مع خلق فرص عمل جديدة في مجالات جمع البلاستيك، صيانة الآلات، إعادة التصنيع، والنقل.
كما أوضح المشروع إمكانية توظيف الآلة في توفير قاعدة بيانات بيئية دقيقة لصنّاع القرار والبلديات، إلى جانب قدراتها التنافسية من حيث الحجم الصغير، وسهولة الاستخدام، وتكلفة الإنتاج المنخفضة مقارنة بالنماذج المستوردة.
وقد أشاد مدير المركز الجامعي آفلو، الدكتور : “منير قتال”، بالمجهودات المبذولة في هذا المشروع، معتبرًا إيّاه نموذجًا حقيقيًا للابتكار الجامعي الذي يخدم الاقتصاد الوطني والبيئة. كما اقترح المدير عرض المشروع رسميًا على وزارة البيئة قصد دعمه وتطويره، والاستفادة منه في برامج الوطنية للرسكلة وتثمين النفايات، وهو ما اعتبره أعضاء اللجنة خطوة مهمّة لاحتضان الابتكار وتمكينه من الخروج إلى السوق .
وقد لقي الاقتراح تأييدًا واسعًا من الحاضرين، الذين أشادوا بجدية الفكرة وقابليتها للتطبيق الفعلي في البلديات والمؤسّسات الصناعية .
وقد منح أعضاء اللجنة المشروع علامة تقدير امتياز، مُشيدين بجودة العمل وجدّيَّته، مع الإشادة بعمق التحليل، وابتكارية الحلول المقدّمة، معتبرةً المشروع إضافة حقيقية للحاضنة وللجامعة وللمركز الجامعي آفلو على الخصوص وللبيئة الجزائرية عموماً .
كوثر خليدة
التعليقات مغلقة.