ظِّل الكاهنة ورمز العزّة والأرض الغاضبة، تألّقها يهيم وراء ظلّها،عبثا يبحثون وهي المستعصية المحتجبة.

3

ساعات بين الكتب

     —–    

          كتاب ” نجمة ” للكاتب ” كاتب ياسين “

   ترجمة ” محمد قوبعة

بقلم : تونسي فوزية

 

           في المدينة المفاجئة،العنيفة، الفخمة،الدّهماء من قرب وعن بعد،قسنطينة التي تجيد التنكّر والمغالطة فإذا هي شعب نهر جفّ حينا وإذا هي حينا آخر ناطحة سحاب،وحيدة،غطّت رأسها قبعة سوداء رُفعت نحو الهاوية، مدينة الانتظار والوعيد أثناء الحقبة الاستعمارية،يحدّثنا عن فارسة مهملة أو عذراء متعبّدة أو سندريلا بحذاء طرز بخيط من حديد.

           يبدع كاتب ياسين في كتابتها بلغة موليير ويبدع الٱخر بترجمتها إلى اللّغة العربيّة الرصينة والأسلوب الأكثر من جميل في مئتينوسبعين صفحة بـ ستّة فصول  تضمّ عدّة فصول أخرى عن النّجمة العنيفة، العنق ، الفذة، تسبح وحيدة، منزوية في ركن مظلم لنحلم أو لنقرأ.

             تلك الضّاحكة لوثبة الموجة على الشّاطئ،تلك الهديّة المفقودة لغمر من العاشقين،السعلاة ذات النّسب الغامض، البنيّة التي تبنّاها زوج ” للافاطمة ” الرّاحل.

           وهي في سنّ الثّالثة بعدما تخلّت عنها أمّها الفرنسيّة وسلّمها لهم سي مختار،كلام ” اللافاطمة” المعسول وتساهل زوجها وضعفه أمامها جعلا من الطّفلة شيئا مقدّسا، والتّفاهم على أن يزيلوا من طريقها كلّ العتبات،وتلبية كلّ متطلّباتها ومنحها الحريّة المجانيّة،خارج حدود عالمها وحدود زمنها.

         انقلبت أعتا عقبة أمامها وكبرت بمفاتن رشحت في الوحدة،وأضحت لها قيدا ودفعتها إلى القسوة والشكّ، تزوّجت دون رضاها الشّاب البالغ من العمر ثلاثين عاما التّاجر البسيط، بائع التّبغ،غير دميم الخلقة،مؤمن، وطني معتدل ،أنيق يداعب العود،كمال الذي تزوّجها لأنّ أمّه أرادت ذلك وتزوّجته لأنّ أمّها أرادت ذلك و بقي مع زوجته وحماته في منزل بوسيجور الفخم.

              قرار دمّر شرذمة من العاشقين منهم أربعة جمع بينهم النّسب والوله: مراد،وأخاه الأخضر أبناء أخي للافاطمة،مصطفى ورشيد الذي وضعته والدته بعد مقتل والده في ظروف غامضة،وفي عودة من رحلة الحجّ الملغاة لرشيد الهارب من الجنديّة وسي مختار اختطفا نجمة من أمّها التي تبنتها ومن زوجها الذي تزوّجته من دون رضاها لتعود لحضن رجل يراها من صلبه مع الفرنسيّة والعار الٱخر الذي لحق بعدما عرف أنّها تزوجت “كمال” الٱخر من صلبه بعدما غدر بأبيه واستقرّ الثّلاثة بالنّاظور .

                   الزّنجي الذي كان بالمنطقة صيّادا ماهرا،شهد قدوم سيمختار إلى مضارب القبيلة وعلم بكلّ صغيرة و كبيرة وزعم أنّه رسول الجن يحرس بنات كبلوط، أطلق النار دون اهتمام بمن يصيب فقتل سي مختار وأفتك منهم نجمة وهدّد رشيد بالقتل،لتعود امرأة السّراب،بذرّة البستان وإرهاص الخيبة

                        يقدّم الكاتب بين سطوره لوحة تاريخيّة عن قبيلة جاء أصلها من الشّرق الأوسط وذهبت إلى إسبانيا واستقرّت بالمغرب تحت قيادة كبلوط الذي عاش أواخر عمره بالجزائر وكلبوط تعني بالعربيّة الحبل المقطوع.

             هو الكاتب ” كاتب ياسين ” ولد بقسنطينة في السّادس من أوت سنة 1929 بعد فترة قصيرة تردّد أثناءها على المدرسة القرٱنيّة التحق بالمدرسة الفرنسيّة وزاول تعلّمه حتّى الثّامن من شهر ماي 1948،اكتشف من خلال حوادث سطيف الذي حدث في ذلك التّاريخ واقع الاستعمار وكان لذلك أبعد الأثر في كتاباته ومنها نجمة 1956، ودائرة القصاص،مجموعة مسرحيّات،المضلّع الكوكبي،وذو النّعل المطّاطي.

             نقرأ له: ليس لأقدارنا إلا أن تسقط مع الأوراق المتناثرة بحرية

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::