وكأن العالـم كله كـرة قـدم ..!؟

2

             منذ زمن ليس بالقليل،ونحن نبيت ونصحو على وقع الكرة،وبالأخص كرة القدم وأخبار المنتخب الوطني،نتتبعه ونعرف عنه كل كبيرة وصغيرة وجميع ما يهمنا منه وما لا يهنا،حتى غدا في الأخير حديث الكبير والصغير،المتعلم منا والأمي،وكأن ليس في الكون أو في هذا الوطن ما يجب الاهتمام به والتطلع إلى معرفته ..؟

             فما أكثر ما يجب معرفته من قبلنا نحن أهل العالم المتخلف سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحتى اجتماعيا، ولكن كرة القدم أنستنا أنفسنا ومصيرنا وواجباتنا نحو وطننا ونحو أنفسنا خاصة في ظل هذه الأزمة العالمية الحالية،حيث تكالبت علينا قوى الشر الغربية،وفي مقدمة ذلك دعمها للكيان الإسرائيلي..؟

           صحيح أن اللعبة الشعبية الواسعة الانتشار”كرة القدم”وعلى امتداد المعمورة قد اقتحمت أسوار القلوب فشغفتنا وشغلت العقول فسلبتها واستولت على النفوس فشغلتها،ولكن ليس بذات الدرجة التي نحن عليها كمجتمع متخلف فرط في كل ما يجلب المنفعة،فلا “شغل ولا عمل ولا دراسة ولا يطيب الحديث ويحلو إلا ما قام به المنتخب الوطني،وكأنه وإن اسعد الجماهير وأفرحها ذات يوم،فإنه لا ينبغي المبالغة في حبه ومناصرته..!

          قد يكون الشباب المراهق الثانوي أو من هو على عتبات الجامعة أو دون ذلك،يفعل هذا الذي نعيشه هذه الأيام وإن كان المنتخب الوطني لم يعد كما كنا نعرفه كما كان في ظل بلماضي ومن كان قبله،وقد يكون هؤلاء الشباب على حق،لكن أن يصدر ذلك ممن هم في منزلة القدوة،فهذا الذي لا يمكن هضمه أو فهمه..؟

          إن عدم الغلو مطلوب والتوازن في حب الأشياء ضروري،وإلا ضاع منا كل شيء،وهذا لأن دنيانا وضرورة الحياة نفسها تتطلب التنوع والوسطية فيما نحب ونكره..!

            على الشباب ومن يتولى قيادتهم ألا ينشغلوا طوال الوقت بسجل وتعادل وانهزم،ولكن عليهم الاهتمام بدروسهم،وإن كان ليس هناك بد من تتبع خطوات المنتخب الوطني،فخير الأمور أوسطها فلا ضر ولا ضرار،بمعنى ألا  يكون ذلك أبدا على حساب واجباتنا نحو أمتنا ونحو وطننا وأنفسنا..؟!

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::