السكان يطالبون بإنتشالهم من العزلة والتهميش الذي يطال قريتهم

قرية دار خالد بجيجل تئن تحت وطأة الإهمال منذ عقود طويلة

1٬933

                         تعاني قرية دار خالد الواقعة في بلدية جيملة غرب ولاية جيجل من ظروف تنموية صعبة، إذ يطالب سكانها من المسؤولين إنتشالهامن البؤس والحرمان التي تعاني منه المنطقة منذ عقود طويلة من الزمن، ما جعلها منطقة تقبع تحت الظل على حسب تصريح مواطنيها الذين يطالبون من السلطات المحلية والولائية التدخل من أجل رفع الغبن عنهم ومنح المنطقة مشاريع تنموية من شأنها أن تفتح للسكان آفاق جديدة وتكفل لهم الحق في العيش الكريم، في هذه البقعة المنسية، فلا ماء ولا غاز طبيعي ولا طرق تصلح للسير، وفي غياب كلي للمرافق العمومية التي تضمن للمواطن سلاسة الحياة اليومية.

الطرقات في حالة كارثية ولا تصلح لسير المركبات 

                       الزائر لمشتة أولاد خالد ببلدية جيملة بجيجل، سيلفت انتباهه أول شيء هو الطرق الترابية والمسالك التي لا تصلح بتاتا للسير عليها بتاتا بالسيارات ومختلف المركبات، حيث وجدنا صعوبات كبيرة في الولوج إلى المنطقة بسبب ضيق الطريق الرئيسي المؤدي إليها، وإهترائه في أجزاء عديدة منه، حيث تترامى فيه حفر عميقة هنا وهنالك، مشكلة أودية في فصل الشتاء، وأوحال كثيرة وحتى السير على الأقدام يشكل خطورة كبيرة على الأطفال الصغار والمتمدرسين الذين يتنقلون مشيا على الأقدام نحو المدارس، ورغم نداءات السكان والمواطنين إلا أنها لم تجد آذان صاغية من المسؤولين من أجل إعادة تهيئة الطريق أو على الأقل ترقيعه بصفة مؤقتة حتى يتمكن المواطنين من ممارسة حياتهم بصفة طبيعية، لأن المنطقة تدخل في عزلة شبه تامة شتاء بسبب انغلاق الطريق الوحيد المؤدي إليها وتحوله إلى ما يشبه الوادي .

غياب الغاز الطبيعي وندرة قارورات البوتان شتاء

                     في حديث لنا مع مواطني مشتة دار خالد، عن مشروع الغاز الطبيعي، اعتبروا ذلك بمثابة حلم بالنسبة لهم، وأنهم يطالبون على الأقل فقط بتوفير قارورات غاز البوتان شتاء، لأنها تتميز بالندرة وصعوبة الحصول عليها وتوفيرها، بفعل إنعزال المنطقة وكثرة الطلب على هذه المادة الحيوية في هذا الفصل خاصة في هذه المنطقة التي تتميز بالبرودة الشديدة شتاء وتساقط الثلوج، حيث يضطرون إلى الاحتطاب صيفا وادخاره لفصل الشتاء من أجل الطهي والتدفئة، كما أن أسعار قارورات غاز البوتان تبقى في غير متناول أغلب السكان هنا الذين يتميزون بمحدودية الدخل، في ظل المضاربة الكبيرة التي تشهدها هذه المادة، أين يصل سعرها إلى حدود 500 دج للقارورة الواحدة .

الحفر الكبيرة لتصريف مياه الصرف الصحي 

                         يعتمد سكان مشتة دار خالد في تصريف فضلاتهم على الطرق التقليدية في ظل غياب شبكات الصرف الصحي، حيث يقومون بحفر حفر كبيرة بجوار منازلهم يتم تصريف فضلاتهم إليها، لكنها تمتلئ وتفيض شتاء مخلفة روائح كريهة، وهو نفس الأمر صيفا، أين تكثر الحشرات الضارة والبعوض السام والأوبئة نتيجة الروائح الكريهة، إذ يطالبون من السلطات والمجلس المنتخب حديثا على مستوى بلدية جيملةإنتشالهم من هذه المعاناة، ومنحهم برنامج لإنجاز شبكة للصرف الصحي على مستوى المنطقة، وذلك على الرغم من عديد الدراسات التي أقيمت سابقا، لكن المشروع لم يظهر له أثر على أرضية الواقع لحد الآن .

مياه الينابيع للشرب والأودية للسقي والغسيل 

                           كما يعاني المواطنون هنا أيضا من انعدام شبكة للماء، وغياب الماء الشروب، حيث يلجأ المواطنون هنا إلى مياه الينابيع من أجل الشرب، حيث يتنقلون مشيا على الأقدام وأيضا بالاعتماد على الدواب والأحمرة من أجل الحصول على الماء الشروب، أو القيام بشرائه من صهاريج المياه، كما يقومون بجلب مياه السقي من الأودية المجاورة، خاصة وأن المنطقة فلاحية، وتحتاج الكثير من الماء، لكن المشكل يكون أصعب صيفا أين تجف الينابيع والأودية ما يجعل الساكنة هنا مضطرين لشراء هذه المادة الحيوية من صهاريج الشاحنات، والتي يصل سعر الصهريج الواحد صيفا إلى 2000 دج بسبب الحر الشديد وجفاف الأودية والينابيع .

غياب النقل العمومي والمدرسي 

                        من أكبر المشاكل العويصة التي يعاني منها مواطنو مشتة دار خالد، هو انعدام النقل العمومي والمدرسي بصفة كلية، حيث يتحاشى أصحاب الحافلات العمل على هذا الخط بسبب، إهتراء الطرقات وعدم صلاحيتها للسير بالمركبات التي تتعرض لعديد الأعطاب خاصة بالنسبة للعجلات، وهو نفس المشكل المطروح بالنسبة للنقل المدرسي، فرغم استفادة العديد من المناطق النائية الأخرى من حافلات النقل المدرسي، إلا أن مشتى دار خالد حرمت من هذه العملية لأسباب مجهولة، حيث يضطر التلاميذ للتنقل سيرا على الأقدام لمسافات طويلة، في ظروف طبيعية سيئة ووسط الأحراش والغابات، وما يشكل ذلك من خطر حقيقي على حياتهم، خاصة من الحيوانات المفترسة على غرار الكلاب الضالة والذئاب والخنازير.

لا أثر للمرافق الصحية بالقرية 

                             كما تفتقر، مشتة دار خالد لأي مرفق صحي على مستوى المنطقة، رغم مطالبة السكان في أوقات سابقة بضرورة توفير قاعة علاج تتكفل بتقديم خدمات صحية للمواطنين، على قرار أخد الحقن وقياس ضغط الدم، وما إلى ذلك من الخدمات الصحية البسيطة، حيث يضطر المواطن هنا إلى التنقل حتى عاصمة البلدية جيملة من أجل خدمات صحية بسيطة جدا، كتغيير ضمادة أو أخد حقنة، حيث يتمنى مواطنو دار خالد ويلتمسون من السلطات أن تلتفت إليهم وتوفر لهم مرفق صحي بسيط، يقي المواطنين عناء التنقل لمسافات طويلة للحصول على الرعاية الطبية، خاصة بالنسبة للمسنين، وأصحاب الأمراض المزمنة .

المواطنون يأملون في تجسيد وعود المنتخبين 

                             وحسب المجلس الشعبي البلدي لبلدية جيملة، فإن مشتة دار خالد توجد على رأس الأولويات في البلدية نظرا لإفتقادها لأبسط الضروريات وسيتم برمجة مشاريع فيها في إطار برامج التنمية المحلية، من جهتهم فإن سكان المنطقة قد ضاقوا درعا من الوعود في كل مرة ولن يصدقوا أحدا إلا إذا رؤوا المشاريع تجسد في الميدان

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::
الطواف الدولي للدراجات الهوائية : سلطات سكيكدة تضع آخر الترتيبات للطبعة 24 كمبيوتر عملاق يتنبأ بسيناريو مروع لضربة ثلاثية تؤدي لفناء البشرية أم البواقي : أسعار الأضاحي تلتهب والمواطن يترقب تدخل السلطات أولاد جلال : حجز 72 كلغ من اللحوم غير صالحة للاستهلاك أيام قبل فصل الصيف : رفع العجلات المطاطية والقضاء على الأحراش بغابات عنابة القل في سكيكدة : انطلاق العمل بنظام"جبايتك" بالمركز الجواري للضرائب كما عقد لقاء مع ممثلي المجتمع المدني : وزير الداخلية يقف على مدى تنفيذ البرنامج التكميلي بخنشلـة شهر التراث: أبواب مفتوحة على مخبر صيانة وترميم التراث الثقافي بمتحف الباردو قوات الاحتلال تحتل كامل معبر رفح البري ما أدى إلى توقف دخول المساعدات إلى غزة حج 2024:بلمهدي يدعو أعضاء بعثة الحج إلى التنسيق لإنجاح الموسم انطلاق امتحان اثبات المستوى للمتعلمين عن بعد في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي الجزائر- تركيا: انعقاد الدورة الـ12 للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي غدا الأربعاء